السلطان قابوس بن سعيد في ذمة الله ، سلطان أحب شعبه وأطاح بوالده

توفي السلطان قابوس بن سعيد ، سلطان عُمان ، مساء أمس الجمعة ، عن عمر ناهز 79 عاما ،  بعد معاناته مع المرض وفقا لما أذاعته وكالة الأنباء العمانية الرسمية عن البلاط السلطاني ، وتم تشيع جنازته في العاصمة العُمانية مسقط.

كما أعلن التلفزيون الرسمي العُماني ، صباح اليوم السبت ، تنصيب هيثم بن طارق آل سعيد ، سلطانا لعُمان، خلفا للسلطان قابوس.

من هو السلطان قابوس بن سعيد

قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد بن مبارك آل بو سعيدي ، من مواليد 18 نوفمبر 1940. كان السلطان التاسع لسلطنة عُمان ورئيس مجلس الوزراء ، ووزير الدفاع، والخارجية، والمالية ، وحاكم البنك المركزي ، والقائد الأعلى للقوات المسلحة ، والحاكم الثاني عشر لأسرة آل بو سعيد ، وهو صاحب أطول فترة حكم من بين الحكام العرب والثالث في العالم حتى وفاته.

قصة السلطان قابوس مع والده وإنقلاب عُمان

تسلم السلطان قابوس مقاليد حكم سلطنة عُمان في 23 يوليو 1970 إثر انقلاب على والده السلطان سعيد بن تيمور وكانت بداية نهضة عمان الحديثة ، حيث كان قابوس غير موافق على إجراءات والده القمعية ، ويريد سياسة إنسانية تتفهم معاناة الناس وشعورهم بالإحباط ، وتم الإطاحة بوالده في انقلاب قاده أنصار قابوس في 23 يوليو 1970 ، وعاش والده بعدها في بريطانيا بعد أن وقع على وثيقة التنازل عن العرش لابنه ، وظل في المنفى إلى أن توفي في 19 أكتوبر 1972 ودفن في مقبرة بروكود. وقد سمي هذا اليوم بيوم النهضة المباركة.

في مرحلة شبابه تغمق قابوس بن سعيد في دراسة الدين الإسلامي وكل ما يتصل بتاريخ وحضارة سلطنة عُمان دولة وشعباً على مر العصور ، وقد أشار في أحد أحاديثه إلى أن إصرار والده على دراسة الدين الإسلامي وتاريخ وثقافة عُمان كان لها الأثر العظيم في توسيع مداركه ووعيه بمسؤولياته تجاه شعبه العُماني والإنسانية عموماً.

والدته هى ميزون بنت أحمد بن علي المعشني ، أما زوجته الوحيدة هى نوال بنت طارق آل سعيد، انفصل عنها بعد سنتين من الزواج وليس لها ذرية.

مع بداية حكمه ، شهدت سلطنة عُمان في عهد السلطان قابوس انتعاشاً اقتصادياً ، حيث قسم برنامجه السياسي إلى مشاريع تنمية وطنية لكل خمس سنوات أسماها بالخطط الخمسية.

وقد عُرف غن السلطان قابوس بن سعيد حبه لشعبه وإهتمامه بدفع سلطنة عُمان إلى حالة من المتقدم والإزدهار مع المحافظة على الأصالة العُمانية التقليدية بحيث لا تفقد عُمان هويتها.

اهتم قابوس بالثقافة وكان آثار ذلك واضحة في عُمان فبفضل قراره أصبح لدى السلطنة جامعة السلطان قابوس ، وللسلطان قابوس أيضا اهتمامات واسعة بالدين واللغة والأدب والتاريخ والفلك وشؤون البيئة.

ومن أبرز المشروعات التي أنشائها السلطان قابوس بن سعيد : موسوعة السلطان قابوس للأسماء العربية ودعم مشروعات تحفيظ القرآن سواء في السلطنة أو في عدد من الدول العربية ، كذلك بعض مشروعات جـامعة الأزهر وجامعة الخليج وعدد من الجامعات والمراكز العلمية العربية والدولية، فضلاً عن ( جائزة السلطان قابوس لصون البيئة ) التي تقدم كل عامين من خلال منظمة اليونسكو ودعم مشروع دراسة طريق الحرير والنمر العربي.

سلطان عُمان الجديد

تم تنصيب هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد من مواليد عام 1954 ، سلطانا لعُمان ، وهو ابن عم السلطان قابوس  ، حيث ليس للسلطان قابوس وريث من نسله يخلفه في الحكم ، ولذلك تنص المادة السادسة من الدستور على أن مجلس العائلة الحاكمة يختار وريثاً للعرش بعد أن يصبح العرش شاغراً ، وللسلطان قابوس عدد من أبناء الأعمام في الأسرة المالكة يشغلون قيادات حكومية عليا بالبلاد من بينهم السلطان هيثم بن طارق.